وحضر الاجتماع أعضاء من مجلس سوريا الديمقراطية، والأحزاب السياسية في الرقة وشيوخ ووجهاء عشائر الرقة وأعضاء من اتحاد المثقفين.
بدأ الاجتماع، اليوم الأربعاء، بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، شرح بعدها عضو المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية، علي رحمون، آخر المستجدات المتعلقة بالهجمات التركية الأخيرة، وقال "نحن السوريين نعيش أكثر من ١١ سنة حالة عدم استقرار، وقامت تركيا بحملات عسكرية عام ٢٠١٦، ٢٠١٩، و٢٠٢٢".
وأوضح رحمون "كان تفجير إسطنبول واجتماع أستانا بين الروس والأتراك والإيرانيين، تذكرنا بتصريح رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان حين قال، لو اضطررت لإرسال أتراك ليقصفوا تركيا من الأراضي السورية لنشن عملياتنا سنفعل". وأضاف "السبب الرئيس لتفجير إسطنبول هو شرعنة هذه الهجمات بعد قولهم إن التي نفذت التفجير تلقت التدريب في كوباني وتم إرسالها إلى تركيا".
وأشار "هناك ملفات كثيرة منها حاجة روسيا إلى تركيا في حربها على أوكرانيا، والثانية تركيا تريد أن تحتل شمال وشرق سوريا، وتخفيف الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها، بالإضافة إلى الفصائل التي تدعمها تركيا وكيف فتحت المجال للنصرة للسيطرة على عدة مناطق وذلك".
وأكد "كلنا يعلم أن المجتمع الدولي لم يأخذ موقف من الأزمة السورية، واليوم نحن أمام وضع لا نحسد عليه ليس أمامنا خيار سوى أن نتكاتف مع بعضنا لمجابهة العدوان سواء على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وحتى السياسي".
ولفت رحمون "هناك تواصل بشكل يومي مع الأميركان والروس ولكن الاستجابة إلى الآن ضعيفة، فبعد كل ما حصل في سوريا؛ نستنج أن الملف السوري ليس له أهمية للمجتمع الدولي".
وفتح بعدها باب النقاش أمام المشاركين، حيث قالت الشاعرة فوزية المرعي "يجب علينا التحالف والاتحاد وتكثيف اللقاءات الجماهيرية، وأن نتكاتف لأن القضية هي قضية حياة أو موت وعلينا الصمود في وجه هذه الهجمات".
بدوره، قال شيخ عشيرة البوخميس في الرقة، حسين الراشد: "هذا الهجوم متفق عليه من قبل الدول العظمى، ويجب معالجة ووضع حلول للتصدي لهذا الهجوم، وأضاف "نقترح القيام بزيارة لدولة الفاتيكان من قبل المكون المسيحي؛ لأن لهم تأثير على الدول العظمى، وأيضاً قيام وفد من وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة بزيارة إلى دول الخليج؛ وشرح الوضع لهم".
واختتم الاجتماع بإدلاء بيان للرأي العام، قرأه الرئيس المشترك لاتحاد المحامين في شمال وشرق سوريا، مشلب التركان وجاء فيه:
"شن جيش الاحتلال التركي عبر طائراته العسكرية هجوماً على مناطق مختلفة من الأراضي السورية مخلفاً عشرات الضحايا والجرحى أغلبهم من المدنيين؛ مستهدفاً البنى التحتية كمحطات توليد الكهرباء في مناطق ديرك/ المالكية ومشفى الكورونا في كوباني وقصف قرية المكمن في ريف دير الزور التي تبعد 70 كم عن الحدود التركية بالتزامن مع انعقاد مؤتمر أستانا".
شدد البيان "إننا في مجلس سوريا الديمقراطية والفعاليات المجتمعية السياسية والنسوية، ندين بأشد العبارات ما تقترفه دولة الاحتلال التركي بحق شعبنا في سوريا من جرائم ترتقي إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، ونؤكد أن مسوغاتها ومبرراتها في شن هذه العملية باطلة ولا أساس لها من الصحة، وأن هذه العملية العسكرية هي استكمال لنهجها العدواني في سبيل احتلال المزيد من الأراضي السورية والعمل على التغيير الديمغرافي ودعم الإرهاب وخلق الفوضى وعدم الاستقرار".
وتابع "نعلم أن تركيا تمر في أزمة، وأن أوضاعها الداخلية والاقتصادية تجعلها تعمل على تصدير أزماتها عبر شن عمليات عسكرية لأنها لم تستطع أخذ الموافقة أو الحصول على الضوء الأخضر في اجتياح بري أو غزو عسكري لبعض المناطق وخاصة في شمال وشرق سوريا، فبدأت مؤخراً بإخراج مسرحية واهية عبر تفجير إسطنبول الإرهابي الذي أدانته قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وكل جهة كردستانية، وأرادت أنقرة من خلال منطق الذرائعية المحض تبرير ضلوعها فيها، وفشلت أنقرة في ذلك ولم تقنع حججها أي طرف وخاصة القوى الضامنة لوقف إطلاق النار منذ تشرين الثاني 2019 أي روسيا وأميركا".
أكد البيان "أن تركيا من خلال هجماتها الفاشية على شمال وشرق سوريا، تؤكد للجميع أن؛ هدفها هو عدم إنهاء داعش بل إعطائه الفرصة الكبيرة لإعادة تنظيم نفسه، وفي الوقت ذاته تصدير أزماتها وإنقاذ نفسها من الوضع الصعب الذي أوصلتها إليه منظومة الاستبداد الفاشي التركي الحاكمة، ووقوفها إلى جانب مشاريعها وأدواتها المدمرة بدلاً من الحوار وحل كامل القضايا العالقة التي تؤدي إلى شرق أوسط آمن ومستقر".
ولفت البيان "في الوقت الذي نتقدم به في مجلس سوريا الديمقراطية والفعاليات المجتمعية والسياسية والنسوية بأحر التعازي لشهدائنا ونسأل الشفاء العاجل للجرحى، فإننا نحمل استمرار العمليات العسكرية الجوية التركية وتداعياتها المدمرة في مناطق الإدارة الذاتية على كل من روسيا وأميركا والتحالف الدولي ولا نخلي أبداً مسؤولية مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية في اتخاذ موقف حاسم وحازم في مواجهة تركيا في استهتارها بالقوانين الدولية".
واختتم البيان "ندعو شعبنا السوري وعموم القوى الوطنية السورية إلى الدفاع عن هذا الجزء المهم من سوريا في هذه المرحلة المصيرية وضمن هذا المنعطف الحاسم على الجميع، وكما ندعو شعبنا في شمال وشرق سوريا تفويت هذه الفرصة مرة أخرى على قوى الاستبداد والفاشية العثمانية الجديدة والالتفاف أكثر حول قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية؛ بهدف حماية المكتسبات التي تمت بفضل تضحيات شعبنا الذي قدم الآلاف من الشهداء والجرحى".